الحليب هو الوجبة الأولى التي يتناولها الإنسان عند ولادته، سواء كان طبيعياً أو صناعياً حيث إنّه يحتوي على كافّة العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمه للنمو بشكلٍ صحي، مثل: الفيتامينات، والأملاح المعدنية، والأحماض الدهنية وغيرها، كما أنّه من المواد التي ينصح بالاستمرار في شربها حتى مع التقدّم في السنّ، وذلك لأنّه يحمي من الإصابة بالعديد من الأمراض، وأهمّها هشاشة ولين العظام، ولكننا في هذا المقال سنركز على أهمية الحليب بالنسبة للأطفال الرضع.
ينصح الأطباء الأباء بتوفير ما لا يقلّ عن كوبين يومياً لأطفالهم، فهذه الكمية كافية للأطفال للحصول على ما يحتاجه جسمهم من الحديد والكالسيوم، ويجب الأخذ بالاعتبار أنّ زيادة كمية الحليب عما يحتاجه الجسم تؤدّي إلى حدوث خلل في امتصاص الحديد في الجسم.
حليب الأم
يتغذّى الطفل عند ولادته في بداية حياته على حليب الأم، وأحياناً على الحليب الصناعي، ومن أهمّ ما يؤثّر على تغذية الطفل الرضيع هو نوع الحليب الذي يتناوله والعمر الذي يبدأ فيه بتناول الأطعمة الصلبة. يُنصح دائماً بإرضاع الطفل حليب الأم باستثناء بعض الحالات التي يوصى بعدم إعطاء الطفل حليب أمه؛ حيث إنّ الفوائد الصحية التي يحصل عليها الطفل من حليب الأم لا تقارن بغيرها مهما حرصت الشركات المصنعة لحليب الأطفال الرضع على مشابهته ومحاكاته.
تختار العديد من الأمهات إرضاع الطفل الحليب الصناعي منذ الولادة أو بعد أشهر منها كوسيلة تغذيته الكاملة أو كبديل لحليبها في بعض الأوقات، ويجب على الأم الحرص على اختيار الحليب المناسب لطفلها؛ حيث إنّ الحليب الصناعي الاعتيادي لا يناسب بعض الأطفال الرضع، وقد صمّمت العديد من أنواع الحليب الصناعي المناسبة للمواليد المبسترين (أطفال الولادة المبكرة) (Premature infants) والأطفال الذين يُعانون من الحساسية لبروتين الحليب البقري أو عدم تحمل سكر اللاكتوز والأطفال الّذين يُعانون من بعض الحالات الوراثية التي لا تُمكّنهم من تناول الحليب الاعتيادي، وقد تم تصميم حليب صناعي لا يُسبّب الحساسية كما تم تصميم حليب مصنوع من بروتين الصويا.
أما بالنسبة لحليب الماعز، فلم يتم السماح باستخدامه في تصنيع حليب صناعي مُخصّص للأطفال الرضع إلا حديثاً؛ حيث إنّه في عام 2004 قررت سلطة سلامة الغذاء الأوروبية أنها لا توجد معلومات كافية لاعتبار بروتين حليب الماعز مناسباً لاستعماله في حليب الأطفال الرضع، ولكن تم التراجع عن هذا القرار في عام 2013م، وبدأت بعدها الشركات المصنعة بعمل حليب الماعز المخصص للأطفال الرضع.
يجب على الأهل عدم اختيار أي منتج (حليب أو مشروب بديل عنه) غير مصمم لعمر طفلهم وحالته، مثل إعطاء حليب الصويا الاعتيادي غير المُخصّص للأطفال الرضع.أو إعطائهم حليب الماعز غير المصمّم لهم، حيث إنّ حليب الماعز غير المُصمّم للأطفال الرضع" يسبب نوعاً من فقر الدم يُسمّى فقر الدم المتعلق بحليب الماعز، وذلك لعدم احتوائه على كميات كافية من الفولات (حمض الفوليك)، كما أنه يُعتبر عالياً بالبروتين والمعادن بالنسبة لأجسام الرضع، وهو لا يُحقّق احتياجاتهم التغذوية، ممّا يجعل منه خطراً عليهم، وقد يُسبّب العديد من المشاكل الصحية، أما بالنسبة للحليب الصناعي المخصّص للأطفال الرضع والمصنوع من حليب الماعز فيتمّ تعديل تركيبه وتدعيمه حتى يتناسب مع احتياجات الطفل الرضيع.
حليب الماعز للأطفال المصابين بحساسية بروتين الحليب البقري
قد يلفت حليب الماعز المخصص للأطفال الرضع الكثير من الأهالي الذين يُعاني مواليدهم من حساسية الحليب البقري، وقد يظنّون أنه مناسب لأطفالهم، ولكن يجب معرفة أنّ بروتين حليب الماعز يتشابه مع بروتين الحليب البقري، ولذلك فإنّ الطفل الذي يعاني من حساسية لبروتين الحليب البقري قد يعاني من حساسية لبروتين حليب الماعز أيضاً، ولا توجد إثباتات تدعم أنّ حليب الماعز مناسب للأطفال الذين يعانون من الحساسية لبروتين الحليب البقري، وعلى العكس وجد أنه لا يعتبر بديلاً مناسباً في هذه الحالات.
مع السماح باستعمال حليب الماعز في حليب الأطفال الرضع، إلا أنّه لا يُوصى به كبديل آمن لحليب الأطفال الرضع البقري لمن يعانون من حساسية تجاهه، ويجب أن يتم إعطاء هؤلاء الأطفال الحليب المُخصّص للحساسيات، والذي يحتوي على بروتين مهضوم أو أحماض أمينيّة منفصلة.
ويجب تجنّب حليب الماعز غير المبستر بشكل كامل للأطفال الرضّع لما يحمله من خطر الإصابة بالتسمّمات والعدوى.
يُعتبر حليب الماعز غذاءً ذا قيمة تغذويّة عالية؛ فهو يحتوي على بروتين عالي الجودة، وهو مصدر جيّد للأحماض الدهنية القصيرة السلسلة والمتوسطة السلسلة والمعادن والفيتامينات، وتُعتبر بروتينه أسهل للهضم وأقل فرصة للحساسية، وهو أقل في محتواه من سكر اللاكتوز من الحليب البقري.
يُعتبر حليب الماعز مصدراً للعديد من المركّبات ذات الفوائد الصحية، مثل اللاكتوفيرين والسكريات قليلة التعدّد (Oligosaccharides) والتورين (Taurine)، والأمينات المتعدّدة (Polyamines) والببتيدات النشطة، كما أنّه يُمكن أن يُحسّن من الإتاحة الحيوية للحديد مقارنة بحليب الأبقار.
كما لم تجد الدراسة فروقات في كميّة الحليب التي يتناولها الأطفال الرضع في كلتا المجموعتين، ولم توجد أيضاً فروقات في مستوى الدم من الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والزنك والنحاس أو في تحاليل البول والبراز، كما لم تجد الدراسة فروقات في خطر تعرّض الأطفال في كلتا المجموعتين للوعكات الصحية.
ويبقى حليب الأم هو الخيار المُتفوّق في تغذية الطفل الرضيع.
فوائد الحليب للرضع
- يساعد الحليب على نموّ الأنسجة لدى الأطفال.
- يقلّل من خطر الإصابة بمرض التصلّب في الشرايين والأوعية الدموية.
- يقضي الحليب على البكتيريا والكائنات الطفيليّة الضّارة في الجسم.
- يساعد على بناء عظام قوية.
- يساهم في تكوين ونموّ الأسنان بشكل صحي وسليم.
- يزيد من مناعة الجسم، وبالتالي يحميه من الإصابة من العديد من الأمراض، مثل أمراض الجهاز الهضمي.
- يقي الأطفال من الإصابة ببعض الأمراض، بعد وصولهم سنّ البلوغ، مثل أمراض ارتفاع ضغط الدم، وسرطان القولون، ومشاكل الجهاز التنفسي.
- يمنح أجسام الأطفال الطاقة اللازمة لنشاطهم اليوميّ، فهو غنيّ بالدهون.
- يعزّز نمو المخ والخلايا العصبية، وبالتالي يحمي الأطفال من إمكانية تعرضهم للتشوّهات.
- يعزّز النمو الكلي للأطفال، فهو يدعمهم بالبروتينات والدهون والمعادن مثل: الكالسيوم، والنحاس، والحديد.
- يقوّي بصيلات الشعر، مما يساهم في نموّ الشعر بشكل طبيعيّ.
كمية الحليب المناسبة للرضع
فوائد الحليب العامة
- يعطي البشرة نضارة؛ فهو يحافظ على نعومة ملمسها، فهو غني بحمض اللبنك الذي يمنح البشرة رطوبة عالية، كما أنّه يحتوي على نسبة من الأحماض الأمينية التي تعطي البشرة ملمساً ناعماً وجذاباً.
- يقوّي العظام والأسنان؛ فهو يحمي من الإصابة بأمراض هشاشة العظام، كما يحمي الأسنان من التّسوس.
- يعزّز فيتامين د في الجسم، والذي بدوره يحسن من عملية امتصاص الكالسيوم.
- يساهم في تكوين العضلات وبنائها، فهو غني بالبروتينات.
- يفتح الشهية، فهو يساعد على الشعور بالجوع لتناول وجبة صحية سريعة، لذلك ينصح الراغبون بزيادة وزنهم بتناوله.
- يهدّئ الأعصاب، فهو يعمل على إرخاء العضلات وبالتالي علاج مشكلة الأرق، وعدم القدرة على النوم في الليل.
- يقلّل من أعراض الدورة الشهرية وآلامها.
فوائد حليب الماعز للأطفال الرضع
يتغذّى الطفل عند ولادته في بداية حياته على حليب الأم، وأحياناً على الحليب الصناعي، ومن أهمّ ما يؤثّر على تغذية الطفل الرضيع هو نوع الحليب الذي يتناوله والعمر الذي يبدأ فيه بتناول الأطعمة الصلبة. يُنصح دائماً بإرضاع الطفل حليب الأم باستثناء بعض الحالات التي يوصى بعدم إعطاء الطفل حليب أمه؛ حيث إنّ الفوائد الصحية التي يحصل عليها الطفل من حليب الأم لا تقارن بغيرها مهما حرصت الشركات المصنعة لحليب الأطفال الرضع على مشابهته ومحاكاته.
حليب الماعز
يجب على الأهل عدم اختيار أي منتج (حليب أو مشروب بديل عنه) غير مصمم لعمر طفلهم وحالته، مثل إعطاء حليب الصويا الاعتيادي غير المُخصّص للأطفال الرضع.أو إعطائهم حليب الماعز غير المصمّم لهم، حيث إنّ حليب الماعز غير المُصمّم للأطفال الرضع" يسبب نوعاً من فقر الدم يُسمّى فقر الدم المتعلق بحليب الماعز، وذلك لعدم احتوائه على كميات كافية من الفولات (حمض الفوليك)، كما أنه يُعتبر عالياً بالبروتين والمعادن بالنسبة لأجسام الرضع، وهو لا يُحقّق احتياجاتهم التغذوية، ممّا يجعل منه خطراً عليهم، وقد يُسبّب العديد من المشاكل الصحية، أما بالنسبة للحليب الصناعي المخصّص للأطفال الرضع والمصنوع من حليب الماعز فيتمّ تعديل تركيبه وتدعيمه حتى يتناسب مع احتياجات الطفل الرضيع.
حليب الماعز للأطفال المصابين بحساسية بروتين الحليب البقري
قد يلفت حليب الماعز المخصص للأطفال الرضع الكثير من الأهالي الذين يُعاني مواليدهم من حساسية الحليب البقري، وقد يظنّون أنه مناسب لأطفالهم، ولكن يجب معرفة أنّ بروتين حليب الماعز يتشابه مع بروتين الحليب البقري، ولذلك فإنّ الطفل الذي يعاني من حساسية لبروتين الحليب البقري قد يعاني من حساسية لبروتين حليب الماعز أيضاً، ولا توجد إثباتات تدعم أنّ حليب الماعز مناسب للأطفال الذين يعانون من الحساسية لبروتين الحليب البقري، وعلى العكس وجد أنه لا يعتبر بديلاً مناسباً في هذه الحالات.
مع السماح باستعمال حليب الماعز في حليب الأطفال الرضع، إلا أنّه لا يُوصى به كبديل آمن لحليب الأطفال الرضع البقري لمن يعانون من حساسية تجاهه، ويجب أن يتم إعطاء هؤلاء الأطفال الحليب المُخصّص للحساسيات، والذي يحتوي على بروتين مهضوم أو أحماض أمينيّة منفصلة.
ويجب تجنّب حليب الماعز غير المبستر بشكل كامل للأطفال الرضّع لما يحمله من خطر الإصابة بالتسمّمات والعدوى.
فوائد حليب الماعز للأطفال الرضع
يُعتبر حليب الماعز مصدراً للعديد من المركّبات ذات الفوائد الصحية، مثل اللاكتوفيرين والسكريات قليلة التعدّد (Oligosaccharides) والتورين (Taurine)، والأمينات المتعدّدة (Polyamines) والببتيدات النشطة، كما أنّه يُمكن أن يُحسّن من الإتاحة الحيوية للحديد مقارنة بحليب الأبقار.
بالنسبة لتأثيره على نمو وصحة الأطفال فقد وجد أنّه مشابه للحليب الصناعي البقري؛ حيث إنّه في دراسة أجريت في الصين على 79 طفلاً رضيعاً في عمر 0-3 أشهر، تمّت مقارنة النمو والحالة التغذويّة للأطفال الرضّع الذين أعطوا الحليب الصناعي البقري بالأطفال الرضع الذين أعطوا الحليب الصناعي المصنوع من حليب الماعز لمدّة 6 أشهر، ووجدت نتائج هذه الدراسة عدم اختلاف أيٍّ منهما عن الآخر في مقاييس النمو التي شملت الوزن والطول ومحيط الرأس.
ويبقى حليب الأم هو الخيار المُتفوّق في تغذية الطفل الرضيع.
احسن حليب للرضع
أحسن حليب للرضع تُعتبر الرضاعة الطبيعية (بالإنجليزيّة: Breast feeding) التي يحصل فيها الرضيع على الحليب من ثدي أمّه الخيار الأفضل للأطفال الرضّع مكتملي النضج في أرحام أمهاتهم، والذين لا يُعانون من مشاكل صحية تمنعهم من تقبّله والاستفادة منه، ومن إرشادات وتوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (بالإنجليزيّة: American Academy of Pediatrics) أن تتمّ تغذية الأطفال الرضّع منذ الولادة وحتى الشهر السادس من رضاعة طبيعية فقط، كما يُنصح بالاستمرار في إرضاع الطفل طبيعياً بعد ذلك حتى بلوغه العام الأول على الأقل، وفي الحقيقة يمكن أن تشكّل الرضاعة الطبيعية تجربة رائعة؛ حيث تضمن حصول الطفل الرضيع على التغذية المثالية، وتبني علاقة قوية بين الأم والطفل.
تجدر الإشارة إلى أنّه يمكن للأمهات -لا سيّما العاملات- من استخدام مضخّة الثدي (بالإنجليزيّة: Breast pump) لشفط الحليب ثم تخزينه لتغذية الرضيع منه، وذلك بهدف الاستمرار بتغذية الرضيع من حليب ثدي الأم خارج المنزل وفي أوقات العمل، ولكن من الضروريّ اتباع أساليب التخزين الآمنة والصحية؛ حيث يُنصح باحتفاظ الحليب بعد شفطه مباشرة من الثدي في أوعية نظيفة ومناسبة مثل أكياس حفظ الحليب الخاصة، ويمكن استخدام الحليب المحفوظ في درجة حرارة الغرفة خلال 4-6 ساعات، أو المحفوظ في الثلاجة خلال 3-5 أيام، كما يمكن حفظه بالتجميد واستخدامه خلال 6-12 شهراً.
شاهد ايضا "موضوع عن":
اختيار الحليب الصناعي
هناك بعض الحالات التي تلجأ فيها الأم إلى إعطاء الرضيع الحليب الصناعي مثل؛ عدم وجود كميات كافية من حليب الأم، أو تدنّي كفاءة الرضيع لعملية المصّ، أو وجود حاجة لمعرفة كمية الحليب التي يتناولها الرضيع، أو بسبب تناول الأم لدواء يمكن أن يصل للرضيع عبر الحليب، أو في حال كانت الأم تعمل في وظيفة ما، بالإضافة إلى حالات وجود مشكلة صحية عند الأم أو الرضيع تستدعي استخدام تركيبة خاصة من الحليب الصناعي، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم تركيبات الحليب الصناعي تحتوي على حليب البقر المُعدّل بالإضافة إلى بعض المعادن والفيتامينات، ولكن هناك
بعض الأنواع تحتوي على تركيبات أخرى خاصة، نذكر منها ما يأتي:
تركيبة الصويا الغذائية: يحتوي حليب الصويا على البروتينات الموجودة في فول الصويا، ويُستخدم للرضيع الذي يُعاني من عدم تحمل اللاكتوز (بالإنجليزيّة: Lactose intolerant)، أو الجلاكتوزيمية (بالإنجليزية:Galactosaemia)، أو حساسية تجاه حليب البقر.
التركيبة الخافضة للتحسّس: تُستخدم لمن يُعاني من حساسية تجاه البروتين الموجود في حليب البقر والصويا، وذلك لاحتواء هذه التركيبة على البروتينات البسيطة التي تمّ تحطيمها مسبقاً.
التركيبة المهضومة بشكل جزئي: تُستخدم هذه التركيبة للرضيع المعرّض للتحسّس من الحليب، وذلك لوجود عدد من أفراد العائلة يعاني من هذه الحساسية، حيث تحتوي هذه التركيبة على البروتينات المُحلّلة والمُحطّمة بشكل جزئيّ.
التركيبة الخالية من اللاكتوز: تُستخدم هذه التركيبة للرضيع الذي يعاني من عدم تحمّل سكر اللاكتوز، كما يمكن استخدام هذه التركيبة بشكلٍ مؤقت للرضيع الذي يُعاني من الإسهال.
التركيبة الخاصة بالأطفال الخدّج: تتميّز هذه التركيبة باحتوائها على كميات إضافية من البروتين، والكالسيوم، والسُعرات الحرارية اللازمة لتأمين التغذية التي يحتاجها الطفل للنموّ، وذلك بسبب ولادته بوقت مبكّر، أي قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل.
التركيبة المضادة للارتجاع: تتميّز هذه التركيبة باحتوائها على نشا الأرز الذي يجعل الحليب أكثر كثافةً، ممّا يساعد على بقاء الحليب داخل المعدة، وبالتالي يقلّل من ارتجاع الحليب وأحماض المعدة إلى المريء.
مكونات حليب الأم
يتميّز حليب الثدي باحتوائه على أكثر من 200 عنصر طبيعي، وفي الحقيقة تتباين نسب المكوّنات الغذائية لحليب الأم الطبيعي بين النساء، كما تتباين هذه النسب في حليب المرأة نفسها خلال اليوم وخلال جلسة الإرضاع الواحدة، حيث يحتوي الحليب في البداية على كمية قليلة من الدهون، بينما تزداد هذه الكمية بشكلٍ ملحوظ في نهاية جلسة الإرضاع، وهنا تجدر الإشارة إلى حليب اللبأ (بالإنجليزيّة: Colostrum) ذي اللون الأصفر الذي يخرج من الثدي في الأيام الأولى بعد ولادة الطفل، والذي يكون غنيّاً بالمواد الغذائية المهمة للرضيع في بداية حياته؛ حيث يحتوي على كميات إضافية من البيتا كاروتين، وفيتامين هـ، والزنك، والبروتينات، بينما تقلّ فيه كمية الدهون، ومع الوقت يبدأ بالتغيّر التدريجي حتى يصل للحليب الناضج الذي يحتوي على نسبة أعلى من الدهون وسكر اللاكتوز.
بعض الأنواع تحتوي على تركيبات أخرى خاصة، نذكر ومنها:
مقاومة الطفل للأمراض: تساعد الرضاعة الطبيعية الطفل على مقاومة بعض أنواع العدوى مثل؛ عدوى الأذن، وعدوى الجهاز التنفسي، وذلك عن طريق الأجسام المضادّة التي تمنحها الأم للطفل فتزيد من قوة المناعة لديه، كما تحمي الرضاعة الطبيعية الطفل من بعض المشاكل الصحية مثل؛ الحساسية، والربو، والسكري.
ضمان التغذية وسهولة الهضم: يُعتبر حليب الثدي أكثر سهولة في الهضم من تركيبة الحليب الصناعي، وبالتالي تقل مشاكل الإمساك والإسهال لدى الطفل مع الرضاعة الطبيعية.
قلّة التكلفة: الرضاعة الطبيعية من حليب الثدي غير مكلفة بتاتاً، إلّا في حال أرادت الأم استخدام مضخة الحليب ورضّاعة الحليب، كما أنّ الرضاعة الطبيعية تُقلّل من تكاليف مراجعة الطبيب وشراء الأدوية، لأنّها تُقلّل من احتمالية الإصابة بالأمراض.
التنويع في النكهات: تختلف نكهة الحليب الطبيعي بناءً على النظام الغذائي للأم المُرضع، والتي تحتاج لتناول وجبات متوازنة، حيث تسهّل هذه النكهات المتنوّعة على الطفل تقبّل الأطعمة الصلبة فيما بعد.
سهولة التعامل والاستخدام: يتميّز حليب الثدي بسهولة توفره الحليب طازجاً وصحياً في كل وقت ومكان، ولا يحتاج لغسل الرضّاعة والحلمة في منتصف الليل.
فوائد إضافية للأم: تساعد الرضاعة الطبيعية الأم المُرضع على الشعور بالثقة في النفس تجاه تربية ورعاية الطفل، كما تساعد على حرق السعرات الحرارية، وبالتالي المساعدة على استعادة الوزن والشكل التي كانت عليه قبل الحمل خلال مدّة أقصر، بالإضافة إلى ذلك فإنّ بعض الدراسات تشير إلى أنّ الرضاعة الطبيعية تُقلّل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب.
تعليقات
إرسال تعليق